....... ..سنتي اوعترتي اهل بيتي؟؟؟؟؟؟؟؟

كثيراً ما يُثارُ خلافٌ حولَ حديث: »كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي« ويقولون أن الأصحَّ هو حديثُ: »كتابُ الله وسُنتي«.

ويا للعجب أن الباحثَ رغم عدم وجود نصوص بكُتب أهل السُّنة الموثوقة بها يكادُ لا يجدُ حديثَ »كتاب الله وسنتي«. (صحيح مسلم ج٤ ص٣٧٨١-٨٠٤٢ ط. بيروت).

عن زيد بن أرقم قال قام رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلَهُ وَسَلَّمَ يوماً فينا خطيباً بماء يُدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد لله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: »أمَّا بعدُ ألا أيُّها الناسُ إنما أنا بشرٌ يوشكُ أن يأتيَ رسولُ رَبِّي فأجيبُ، وأنا تاركٌ فيكم الثقلـَين أولـَهما: كتابَ الله فيه الهُدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحَثَّ على كتاب الله، ورغَّبَ فيه، ثم قال: وأهلُ بيتي أذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي«.

(صحيح الترمذي ج٥ ص٢٦٦ط. بيروت).

عن جابر بن عبدالله قال: رأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلَهُ وَسَلَّمَ في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى فسمعتُه يقولُ: »يا أيُّها الناسُ إني قد تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتابَ الله، وعترتي أهلَ بيتي«.

(مسند أحمد بن حنبل ج٥ ص٢٨١ ط. بيروت).

عن زيد بن أرقم قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلَهُ وَسَلَّمَ: »إني تاركٌ فيكما خليفتـَين: كتابَ الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهلَ بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يَردا عليَّ الحوضَ«.

(المستدرك على الصحيحين ج٣ ص٣٩ ط. بيروت).

عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلَهُ وَسَلَّمَ من حجة الوداع ونزل غديرَ خـُمٍّ أمر بدوحات فأُقمن فقال: »كأني قد دُعيتُ فأجبتُ، إني قد تركتُ فيكم الثقلَين أحدهما أكبرُ من الآخر: كتاب الله تعالى، وعترتي، فأنظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوضَ«، ثم قال: »إن اللهَ عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليُّه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه«.

قال الحاكم: حديثٌ صحيحُ الإسناد على شرط الشيخَين ولم يخرجاه.

(مجمع الزوائد للهيثمي ج٩ ص٦٦١ ط. بيروت).

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلَهُ وَسَلَّمَ: »إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً: كتاب الله ونسبي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض«.

(الطبقات الكبرى لابن سعد: ج٢ ص ٤٩١ط. بيروت).

عن أبي سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلَهُ وَسَلَّمَ قال: »إني أوشك أن أُدعى فأجيبُ، وإني تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما«.

مع العلم أن هذا الحديث بلغ حد التواتر والإشتهار وقد دوّنته أوثقُ المصادر وقد روى الحديثَ كوكبةٌ من كبار الصحابة:

١- علي بن أبي طالب عليه السلام.

٢- الحسن بن علي عليه السلام.

٣- سلمان الفارسي.

٤- أبو ذر الغفاري.

٥- عبدالله بن عباس.

٦- أبو سعيد الخدري.

٧- أبو الهيثمبن التيهان.

٨- أبو رافع.

٩- حذيفة بن اليمان.

٠١- خزيمة بن ثابت -صاحب الشهادتين.

١١- زيد بن أرقم.

٢١- أبو أيوب الأنصاري.

٣١- أبو هريرة وعلى ما وجدتهم يقاربون الخمسة والثلاثين صحابياً.

وبينما حديث: »كتاب الله وسنتي« لا تجدونه إلا في مصادر قليلة جداً تكاد تعد بالأصابع.

وأيضاً تروي الصيغتين »كتاب الله وعترتي أهل بيتي« »كتاب وسنتي« باستثناء موطأ بن مالك الذي اقتصر على الصيغة الثانية رغم أن سَنـَدَ الحديث ضعيفٌ ولا يُحتجُ به..

ولمن يريدُ الاستفادةَ أكثرَ ألـَّفَ بعضُ أعضاء »دار التقريب بين المذاهب« بمصر رسالةً أسمُها: »حديثُ الثقلين«، وقد استوفى المؤلفُ ما أوقف عليه من أسانيد في الكتب لدى أهل السنة.

ونلاحظ أنه لا فرْقَ بين »وسنتي« »وعترتي أهل بيتي«، ولكن من الأمانة العلمية أنْ لا نزوِّرَ الحقائقَ ونقولَ كتابَ الله وسُنتي، والمصادرُ الموثوقةُ تقولُ: كتابَ الله وعترتي..

فلماذا هذا التزوير؟! وتزييف كلام الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلَهُ وَسَلَّمَ؟!. ألم تسمعوا كلامَ النبي: »مَن كذب عليَّ مُتعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار«؟!، فاتقوا اللهَ في نقلكم الحديثَ للعوام على أنه الحقيقة، وكتاب الله وعترتي هو المشكوك فيه.